بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأل أحد التلاميذ شيخه عن الحساب في الآخرة ، فقام الشيخ من مكانه ووزع على طلابه شيئاً من المال ، فأعطى الأول 100 دينار ، والثاني 75 دينار ، والثالث 60 دينار والرابع 50 دينار وآخر 25 دينار وسادس 10 دنانير وسابع 5 دنانير وأعطى الولد الذي سأله دينار واحد ، شعر الولد بالتعاسة واغتم كثيراً لأن شيخه آثر رفاقه عليه .
ابتسم الشيخ للولد وقال للجميع: " يجب أن تنفقوا ما أعطيتكم قبل يوم الجمعة وسيكون اجتماعنا يوم الجمعة في الفرن المجاور .
بعد الصلاة الجمعة اجتمع الطلاب حول الفرن بعد أن أوقده الفرّان بانتظار وصول الشيخ .
أقبل الشيخ مسرعاً وطلب من الطلاب الصعود فوق بيت النار واحداً واحداً ليخبره كل واحد ماذا فعل بالمبلغ الذي أعطاه إياه .
صعد صاحب المئة دينار إلى سطح بيت النار وبالكاد استطاع الوقوف وأخذ يرفع رجلاً وينزل أخرى من شدة حرارة الأرض تحته وقال: "اشتريت بخمسة دنانير سكر وبعشرة دنانير شاي وبعشرين دينار عنب وبخمسة عشر دينار خبز ..... وهكذا أخذ يسرد ما اشترى بالمال وهو يرفع رجلاً وينزّل أخرى ولم ينتهِ إلا بعد أن تورمت قدماه وكاد يلفظ أنفاسه من شدة الحرارة والعطش .
صعد الثاني وفعل مثل الأول ، ثم صعد الثالث ثم الرابع وهكذا حتى جاء دور الولد الذي أخذ دينار واحد فصعد مسرعاً إلى ظهر الفرن وقال: " اشتريت كيلو تفاح بدينار ونزل من فوق الفرن ووقف أمام الشيخ منتشياً بينما كان الباقي بين جالس ينفخ على قدميه وآخر يبردهما بالماء .
توجه الشيخ نحو الولد بجانبه وقال: " يا أولادي هذا مشهد مصغر عن يوم الحساب ،
فكل إنسان سيُسأل على قدر ما أعطاه الله .
سُرَّ الولد الذي سأل الشيخ وعَلِمَ أن شيخه لم يكن ليُفَضِّل رفاقهُ عليه .
ولله المثل الأعلى .