دلونى علي قبرها ( قصة وعِبرة )

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع admin
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

admin

Administrator
طاقم الإدارة
5 ديسمبر 2016
999,999
0
36
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"دلونى علي قبرها"

كانت امرأة سوداء ، لم يرد لها في السيرة النبوية تسمية سوى "أم محجن ، أومحجنة" ، كانت من ضعفة ومساكين أهل المدينة المنورة الذين ليس لها نسب تعتز به ، ولا يُفْتَقدون إذا غابوا، وكانت تقوم بتنظيف المسجد النبوي من الأذى

ففي إحدى الليالي ماتت رضي الله عنها ، فصلى عليها جمعٌ من الصحابة رضوان الله عليهم ، ودفنوها ولم يخبروا النبي ﷺ بأمرها ، فافتقدها النبي ﷺ فسأل عنها ، اهتماماً بها ، وإكباراً وتعظيماً لشأنها وما كانت تفعله من تنظيفها للمسجد ، فأخبره أصحابه بما كان منهم تجاهها ، فقال ﷺ : دلوني على قبرها( ثم أتى قبرها حتى وقف عليه وصلَّى عليها..

وقد روى مسلم في صحيحه هذا الموقف النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه: )أن امرأة سوداء كانت تقم )تنظف( المسجد ـ أو شاباً ـ ففقدها رسول الله ﷺ ، فسأل عنها ـ أو عنه ـ فقالوا: مات ) ماتت ( قال:أفلا كنتم آذنتموني) أعلمتموني (، قال: فكأنهم صَغَّروا أمرَها ) أو أمرَه (، فقال : دُلُّوني على قبرها ،فدَلُّوه ، فصلى عليها ، ثم قال : إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله تعالى يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم ( رواه مسلم. "اكثر الاحاديث جائت بأنها أمرأه"

فلاَّ يحتَقِر من العمل شيئاً، فرُبَّ عملٍ صالح صغَّرَتْه الأعين ، كان سبباً لرضا الرحمن ، والفوز بالجنان، ولذا قال صل الله عليه وسلم: (لا تحتقر من المعروف شيئا)
وبسبب عملها الصغير هذا . لم يقف النبي ﷺ عند حدود السؤال ، بل قام ﷺ بالذهاب إلى قبرها ، وصلّى عليها مع بعض أصحاب، مع استغفاره ودعائه لها ، لتحظى في قبرها بالنور الذي يزيل عنها ظلمة القبر ووحشته ، فصلاته ودعاؤه ﷺ لها سكن ورحمة ، ونور وضياء ..

فهنيئاً لأم محجن رضي الله عنها هذا الجزاء الذي تتطلع إليه القلوب ، وتشرئب نحوه الأعناق
 
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين