[frame="2 90"]
:
:
الحراق
:
قالَت وَقَد أَبصَرَتني حائِرَ الجلدِ ** مِن فَرطِ حُبّي إِيّاها عادِم الجلدِ
دَع عَنكَ في حُبِّنا هذا المُزاحَ وَلا ** تَحسَب هَوانا شَبيهاً بِهَوى أَحَدِ
وَاللَه ما إِن تَرى لَنا حسناً أَبَداً ** حَتّى تَكونَ بِلا روحٍ وَلا جَسَدِ
أَحبابَنا إِن رَضيتُم مِن عَبيدِكُم ** روحاً وَجِسماً فَهاهُما إِلى الأَبَدِ
:
:
:
:
:
نَفَحَت نسمَةُ مَن أَهوى عَليّ ** فَغَدا الحُبُّ بِها مِنّي إِليّ
وَلَوَت كُلّي إِلَيها لَيَّةً ** طَوَتِ الكَونَ بِها عَنّيَ طَيّ
يا لَها مِن حُسنِ شَمسٍ أَشرَقَت ** لَم يَكُن في جَوِّها وَاللَّهِ فيّ
نَسَخَت آيَتُها آيَ السوى ** إِذ سَرَت من لُطفِها في كُلِّ شيّ
لَست بِالعَينِ تَراها إِن بَدَت ** إِذ غَدَت لِلكُلِّ عَيناً يا أُخَي
كَم لَها مِن نَظرَةٍ قَد أَسكَرَت ** جَهرَة أَهل الهَوى مِن كُلِّ حيّ
فَهيَ إِن تَرض عَلى حُبٍّ لَها ** تَأتيهِ رُغماً عَلى أَنفِ اللَحيّ
وَإِذا تاهَت عَلى عاشِقِها ** لَم يَفِد في وَصلِها وَاللَهِ شيّ
فَلَها الحُكمُ اِنفِراداً في الوَرى ** لَم يَكُن مَعَها مِنَ الكَونَينِ رَأي
:
:
[/frame]