بقلبيَ من عينٍ سِهامٌ ثَواقبُ ** تسدِّدها كحلاءُ والقوسُ حاجبُ

ناشد الود

New member
26 يناير 2017
29
0
0
[frame="2 100"]

:
:
عيسى بن حسن
:
بقلبيَ من عينٍ سِهامٌ ثَواقبُ ** تسدِّدها كحلاءُ والقوسُ حاجبُ
لنا حاجبٌ عن كلِّ سهمٍ يردُّه ** وليس لسهمِ الحبِّ واللّهِ حاجبُ
سقيمةُ أجْفانٍ وكَشْحٍ ومَوْعِدٍ ** أرى السقمَ تبْرِي وهْي فيه تُغالبُ
أُغالِبُ أسْقامِي وأسقامَها لها ** ومن غالَب الأسقامَ فالسقْمُ غالبُ
إذا برزَتْ فالناسُ فيها ثلاثةٌ ** طعينٌ ومضْروبٌ وسَاهٍ يُراقبُ
ولم يُرَ عَسَّالٌ سوى قَدِّ بَانَةٍ ** وليس لها إلاَّ الجفونُ قواضِبُ
وإن أسفرتْ ليلاً جلَى الليلَ وجْهُها ** وخَرَّت له خَوْفَ الكُسوفِ الكواكب
وإن طلعتْ يوماً فاللشَّمسِ ضَرَّةٌ ** عليها من الجَعْدِ الأًثِيثِ غياهِبُ
ومِن عَجَبٍ للشمس والبدْرِ مَغْرِبٌ ** وليلَى لها كلُّ القلوبِ مَغاربُ
إذا ما النَّوَى زَمَّتْ رِكابَ أحبَّتي ** فللشوقِ في قلبي تجُول رَكائبُ
ولُبِّيَ مَسْلوبٌ وجسمِيَ واهِنٌ ** ودمعيَ مسكوبٌ وقلبيَ وَاجِبُ
وما العيشُ إلاَّ والحبِيبُ مُواصِلٌ ** وما الحتْفُ إلاَّ أن تصُدَّ الحَبائبُ
لك اللّهُ من قلبٍ أصابَك سَهْمُها ** ومن كبدٍ فيها الظِّباءُ لَواعِبُ
ومن جسدٍ قد أسْقمتْه يدُ الهوى ** ومَعْ سُقْمِه للحبِّ فيه مَلاعبُ
عليه لأنواعِ الخُطوب تَناوُبٌ ** فإن فاتَه خَطْبٌ عَرَتْه نَوائبُ
تعوَّدْتُها كالإلْفِ حتى لَوَ انني ** تفقَّدتُها حلَّتْ لديَّ مصائبُ
طويتُ على شكوَى الزمانِ ضمائرِي ** وأغضيتُ عنه باسماً وهْو قاطبُ
ولو أنني يوماً نبذْتُ أقلَّها ** لضاقتْ بها ذَرْعاً عليَّ المَعائبُ
وإنِّي على مُرِّ الزمان لصابرٌ ** وإن ساءني دهرٌ فما أنا عاتبُ
ولَلصَّبرُ أحلَى من شماتةِ حاسدٍ ** وقولِ خليلٍ مَلَّ شكواكَ صاحبُ
:
:
[/frame]​
 
قصيدة أكثر من رائعة
دائماً مبدع