اختر لونك:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [ التوبة : ( 105 )] كلمة الإدارة

يرجى إختيار القسم المناسب قبل النشر وسيعاقب المخالف بإنذار أول مرة وسيتم حظره إذا تكرر ذلك كلمة الإدارة

يُمنع كتابة مواضيع السحر والشعوذة والروحانيات والابراج بكافة الأشكال والمخالف سيعاقب بحظر مؤقت وإذا تكرر سيكون حظر دائم تنبيه هام جداً



قسم القرآن الكريم كل ما يختص بالقرآن الكريم وآياته وتفاسيره وقصص القرآن

أضف رد جديد

قديم 10-03-2019, 03:50 AM   #1
تاريخ التسجيل: Feb 2019
العمر: 28
المشاركات: 1,003
التقييم: 10
تاريخ التسجيل: Feb 2019
العمر: 28
المشاركات: 1,003
التقييم: 10
افتراضي المناسبة بين سورتي النساء والمائدة

إن المتأمل في سور القرآن الكريم وآياته، يجد أنها تطرق موضوعات شتى، الرابط بينها جميعًا هو هذا الهدف الأصيل الذي جاء القرآن لتحقيقه ألا وهو: إنشاء أمة، وإقامة دولة، وتنظيم مجتمع على أساس من عقيدة خاصة، وتصور معين، وبناء جديد .

ومتابعة لموضوع أوجه المناسبة بين سور القرآن الكريم، نخصص مقالنا التالي للحديث عن بعض أوجه المناسبة بين سورتي النساء والمائدة.

فمن أوجه المناسبة بين السورتين الكريمتين ما ذكره الإمام السيوطي رحمه الله: أن سورة النساء قد اشتملت على عدة عقود، بعضها صريح وبعضها ضمني غير صريح؛ فمما ذُكِر من العقود الصريحة عقود الأنكحة، وعقد الحلف، وعقد الأيمان، في قوله تعالى: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} (النساء:33) وعقد المعاهدة والأمان في قوله سبحانه: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} (النساء:90) وقوله بعد ذلك: {وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق} (النساء:92).

ومن العقود الضمنية، عقد الوصية، والوديعة، والوكالة، والعارية، والإجارة، وغير ذلك من العقود الداخلة فى عموم قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (النساء:58) فناسب أن يُعَقَّب الأمر بذلك بسورة مفتتحة بالأمر بالوفاء بالعقود، فكأنه قيل: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} (المائدة:1) التي فُرغ من ذكرها فى السورة التي تمت، فكان ذلك غاية في التلاحم والتناسق والارتباط.

ومن أوجه التناسب بين السورتين الكريمتين، تقديم سورة النساء وتأخير سورة المائدة؛ ووجه ذلك، أن أول سورة النساء افتتح بقوله تعالى: {يا أيها الناس} (النساء:1) وقد تكرر هذا الخطاب في مواضع من السورة نفسها، كقوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرًا لكم} (النساء:170) وقوله أيضًا: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا} (النساء:174) وهذا خطاب عام أشبه بخطاب الكفار؛ في حين أن أول سورة المائدة بُدءت بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} (المائدة:1) وتكرر فيها الخطاب بذلك في مواضع؛ من ذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} (المائدة:2) وقوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا} (المائدة:6) وقوله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم} (المائدة:11)، وهذا خطاب خاص أشبه بخطاب المؤمنين. وتقديم الخطاب العام أنسب، من تقديم الخاص.

ثم إن هاتين السورتين في التلازم والاتحاد، نظيرتا سورتي البقرة وآل عمران؛ فسورتا البقرة وآل عمران اتحدتا في تقرير الأصول من الوحدانية، والربوبية، والنبوة، ونحوها من العقائديات؛ وسورتا النساء والمائدة جاءتا بتقرير الفروع الحكمية، والأحكام التشريعية.

ولما وقع في سورة النساء، قوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} (النساء:105) وكانت نازلة في قصة سارق، كما جاء في أسباب النزول، فقد فصَّل سبحانه في سورة المائدة أحكام السارقين والخائنين، فقال تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا} (المائدة:38) وأيضًا، لما ذكر سبحانه في سورة النساء أنه أنزل الكتاب إلى رسوله ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ذكر في سورة المائدة آيات في الحكم بما أنزل الله، حتى بين الكفار، وكرر من لم يحكم بما أنزل الله، فقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (المائدة:44) {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} (المائدة:45) {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} (المائدة:47).

ومن أوجه الوفاق بين السورتين -فوق ما تقدم- أن سورة المائدة خُتمت ببيان صفة القدرة الإلهية؛ فقال تعالى: {لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير} (المائدة:120) في حين أن سورة النساء افتتحت بذلك؛ قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} (النساء:1). وأيضًا فقد افتتحت سورة النساء ببدء الخلق، وختمت سورة المائدة بالمنتهى من البعث والجزاء؛ قال تعالى: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم} (المائدة:109) {قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} (المائدة:119) فكأنهما سورة واحدة اشتملت على الأحكام من المبدأ إلى المنتهى.

فانظر إلى هذا التناسق والتلازم بين هاتين السورتين، لتعرف عظمة هذا الكتاب الخالد؛ يقول تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (ص:29)

القيصر غير متواجد حالياً   اقتباس
قديم 11-03-2019, 03:29 PM   #2
تاريخ التسجيل: Feb 2019
العمر: 37
المشاركات: 1,149
التقييم: 10
افتراضي

مشكور والله يعطيك الف عافيه
raheel غير متواجد حالياً   اقتباس
قديم 25-07-2019, 03:15 AM   #3
الصورة الرمزية عيون المها
تاريخ التسجيل: Jul 2019
المشاركات: 500
التقييم: 10
افتراضي

جزاك الله كل خير ونفع بك الاسلام والمسلمين
خالص شكري وتقديري لشخصكم الكريم
عيون المها غير متواجد حالياً   اقتباس
أضف رد جديد

الكلمات الدلالية (Tags)
منتديات رحيل, رحيل, شبكة رحيل, r7il, r7il.com


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المناسبة بين سورتي المائدة والأنعام القيصر قسم القرآن الكريم 2 25-07-2019 03:14 AM
المناسبة في قوله تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله القيصر قسم القرآن الكريم 2 25-07-2019 03:12 AM
المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء القيصر قسم القرآن الكريم 2 25-07-2019 03:10 AM
إذاقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الفارس قسم القرآن الكريم 1 19-07-2019 03:47 PM
المناسبة بين سورتي البقرة وآل عمران القيصر قسم القرآن الكريم 0 10-03-2019 03:45 AM


الساعة الآن 03:51 PM

 


Content Relevant URLs by vBSEO ©2010, Crawlability, Inc.