: : الوأواء : وَلَمَّا غَدا وَرْدُ الخُدُودِ بَنَفْسَجاً ** وَرَاحَ عَقِيقُ الخَدِّ في الدَّمْعِ يَنْهَمِي تَصَدَّتْ لَنا والبَيْنُ عَنَّا يَصُدُّها ** بِإِقْبالِ ودٍّ دُونَ إِعْراضِ لُوَّمِ وَقَدْ حُلِّيَتْ أَجْفانُها مِنْ دُمُوعِها ** كَما حُلِّيَتْ لَيْلاً سَمَاءٌ بِأَنْجُمِ فَقُلْتُ لأَصْحابٍ عَلَيَّ أَعِزَّةٍ ** يَعِزُّ عَلَيْنا مَا بِكُمْ مِنْ تَأَلُّمِ : : : : ما حُكِّمَ البَيْنُ إِلا جارَ مُحْتَكِما ** وَلا انْتَضى سَيْفَهُ إِلا أَراقَ دَما يا دَارَهُمْ خَبِّرِينا مَا الَّذي صَنَعُوا ** فَرُبَّما جَهِلَ المُشْتَاقُ مَا عُلِما قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمِي ** فَازْدَدْتُ كَيْما يُسَرُّوا بِالضَّنى سَقَما اللَهُ يَعْلَمُ أَنِّي يَوْمَ بَيْنِهِمُ ** نَدِمْتُ إِذْ لَمْ أَمُتْ فِي إِثْرِهِمْ نَدَمَا أَسْتَرْزِقُ اللَهَ لي صَبْراً أَعِيشُ بِهِ ** يَكُونُ مَوْجُودُهُ مِنْ بَعْدِهِمْ عَدَمَا : : : : رَسْمُ صَبْرِي في رَبْعِ شَوْقي مُحِيلُ ** وَلرُوحي في سَيْلِ دَمْعي مَسِيلُ قَدْ بَكى لِي مِمَّا بَكَيْتُ العَذُولُ ** وَرَثى لِي مِمَّا نَحَلْتُ النُّحولُ كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَسَلَّيْتُ عَنْهُ ** قَالَ صَبْري وَهِمْتَ فِيما تَقُولُ أَنا أَفْدِي مَنْ أَسْتَقِلُّ لَهُ رُو ** حِي فِداءً وَذاكَ فيهِ قَلِيلُ لِيَ وَصْلٌ بِوَصْلِهِ أَبَداً مُغْ ** رىً وَهَجْرٌ عَنْ هَجْرِهِ مَشْغُولُ إِنْ تَذَكَّرْتُهُ فَشَوْقي صَحِيحٌ ** أَوْ تَناسَيْتُهُ فَصَبْري عَلِيلُ لِيَ لَيْلانِ مِنْ دُجى عارِضَيْهِ ** عَرَّضَاني لِلَوْعَةٍ مَا تَزُولُ وَسَقامَانِ مِنْ تَمَرُّضِ جَفْنَيْهِ ** فَذا ظاهِرٌ وَهذا دَخِيلُ لِيَ لَيْلٌ أَمَدُّ مِنْ نَفَسِ العا ** شِقِ طُولاً إِذْ زَارَ فِيهِ الخَلِيلُ : : |