: : ابن خاتمة الاندلسي : قدْ كانَ لِي عن سَبيل الحُبِّ مُنْصرَفٌ ** حَتَّى دَعَوْتِ لَهُ قَلْبي فَلَبَّاكِ أيْقَظْتِه لأساه ثُمّ نِمْتِ وَما ** بالَيْتِ إيَّاكِ شكوى الصَّبِّ إيّاكِ أحْيي ذَماي وما أتْلَفْتِ مِنْ رَمَقٍ ** إنْ قلتُ عِطفاكِ قالا بَلْ دَلالاكِ كأنني لَسْتُ أدري مَنْ أراقَ دَمي ** واللهِ ما بفُؤادي غَيْرُ مَرْماكِ أسْتَغْفِرُ اللهَ لا أبْغِيكِ مَظْلَمَةً ** فأنْتِ منِّيَ في حِلٍّ ومِنْ ذاكِ كُلٌّ عَليَّ له جُنْدٌ مُجَنَّدَةٌ ** يَكْفيكِ يا هِنْدُ أنّي بعضُ قَتْلاكِ كَيْفَ الخَلاصُ لِمثْلي مِنْ هَواكِ وَقَدْ ** رمىَ بيَ الوَجْدُ في أشراكِ أسْراكِ أعْدَتْ جُفونُكِ قَلْبي حَيْرةً وضَنىً ** فَهَلْ دليلٌ لقلبٍ حائرٍ شاكِ قَدْ كُنْتُ أطْمَعُ أنْ تَصْحُو صَبابَتُهُ ** لو قَدْ صَحَتْ مِنْ حُمَيّا التِّيْهِ عِطْفاكِ زَجَرْتُ فيكِ رَسُولَ الطرفِ عن نظَرٍ ** فهلْ عَلى القَلْبِ عَتْبٌ إنْ تَمَنَّاكِ يا طَلْعَةَ الحُسْنِ تَزْهُو في مَلابِسِهِ ** رُحْماكِ في أنْفُسِ العُشَّاقِ رُحماكِ تِيْهي على الشَّمسِ واسْبي البَدْرَ مَطْلعَهُ ** فإنَّما رَوْضةُ الدُّنيا مُحيَّاكِ أقولُ والرَّوْضُ يُجْلَى في زَخارفهِ ** مَنْ عَلَّم الرَّوْضَ يَحكي حُسْنَ مَغناكِ في فِيْكِ راحٌ وفي عِطْفَيْكِ هِزَّتُها ** فَهَلْ تَثنِّيْكِ سُكْرٌ مِنْ ثَناياكِ أليْسَ مِنْ أعظمِ الأشياءِ مَوْجدةً ** أنْ تَضحكي بي وطَرْفِي دائِمٌ باكِ وأقْطَعُ العُمْرَ مالي في سِواكِ هَوىً ** ولَيْسَ لي مِنْكِ يَوْماً حَظُّ مِسْواكِ أُوْمي بفيِّ لِتَقْبيلِ الصَّبا وَلَهاً ** أقول شَوْقاً عَساها قَبَّلتْ فاكِ وأملأُ الصَّدْرَ من أنْفاسِها كَلفاً ** بِما أشُمُّ بها من طِيْبِ رَيَّاكِ هَلْ بالأُثَيْلِ وبانِ الجزعِ تَسْليةٌ ** وما الأُثَيْلُ وبانُ الجَزْع لَوْلاكِ إنّي لأَهْواهُ والثَّاوي بحِلَّتهِ ** ولَسْتُ أهوى على التَّحْقيقِ إِلّاكِ يا مَنْ نأتْ وبأحنْاءِ الضُّلوع ثوَتْ ** تُراكِ تَنْسَيْنَ صَبّاً لَيْسَ يَنْساك أما وسِرُّ جَمالٍ أنْتِ رَوْنَقُهُ ** لَو صُوِّرَ الحُسْنُ شَخْصاً ما تَعَدَّاكِ حَيِّي عَلى البُعْدِ تُحيي نَفْسَ ذي كَمَدٍ ** ما إنْ تَهُبُّ صَباً إِلّا وحَيّاكِ : : : |