زحفت موضة الألوان والزركشات على عالم المتجلببات، فقهرت الثلاثية “السوداء والبنية والرمادية” التي أحكمت سيطرتها على هذا الزي لسنوات عديدة، واستمالت الموضة الجديدة فتيات في ربيع العمر لا يتعدى سنهن العشرينيات، مع بروز تسميات مختلفة مثل “الجلباب الفرنسي” و”جلباب الأعراس”، وسط انتقاد وتحفظ الأئمة والملتزمين.
هذه الجلابيب ذات الألوان الجذابة والزاهية المواكبة لتطورات العصر ألحقت بأكسسورات وتفصيلات حديثة ملفتة للانتباه، تجعلنا نتساءل عن شرعية الشكل الحديث لهذا اللباس ورأي أهل الاختصاص في جوازه أو حرمته، بعد أن أصبحت تتربص به “البزنسة” ورياح الموضة لتفرغه من الهدف الحقيقي له، أمام “دفاع شرس” للمروجين له عبر الوطن.
ورافق الظاهرة انتشار محلات بيع الجلابيب الملونة عبر فروع عديدة بمختلف الولايات، تقدم على بيع أحدث الموديلات وتستجيب لآخر الابتكارات المضافة على غرار “جلباب عباءة”، “جلباب فرنسي”، وهو جلباب بـ “سروال فضفاض”، و”جلباب العروس”، وذلك بمختلف المقاسات، وتتراوح أسعارها بين خمسة آلاف وسبعة آلاف دينار جزائري.
ولتوسيع نشاطها والترويج لسلعها، ارتأت هذه المحلات إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وتويتر، لاستقطاب أكبر عدد من الزبونات الراغبات في إطلالة عصرية تجمع بين الحشمة والموضة.
وتعرض الموديلات مرفوقة بالأسعار وعناوين المحلات لتسهيل الحصول عليها مع شهادات وتعليقات لفتيات استحسن المبادرة.. وعن هذا تقول صاحبة أحد المحلات بولاية المدية: “نلقى إقبالا كبيرا من قبل الفتيات اللواتي يبحثن عن الألوان الدارجة حتى يواكبن الموضة بزي محتشم”.
وتضيف: “لا يزال الطلب على الألوان القاتمة كبيرا من قبل بقية الفئات العمرية التي تجاوز الثلاثين من العمر.”
ودافعت المتحدثة عن الألوان الفاتحة والزاهية لهذه الجلابيب بقولها إنّ “الأنثى بطبعها تحب الأناقة ونحن أردنا اصطياد عصفورين بحجر واحد.. إرضاء الفتيات وتوجيههن إلى الطريق المستقيم”.
وتضيف: “أصبحنا نتلقى طلبات من قبل فتيات في الـ 15 من العمر.. فتيات أقبلن على
الجلباب وطلّقن السراويل الضيقة وكان
الجلباب طريقهن إلى الهداية والتخلص من كثير من المعصيات، فالواحدة منهن تستحي مع الوقت من ارتكاب سلوكات تتعارض مع زيها، يعني تدريجيا تصبح أكثر استقامة”.
ويبرر هؤلاء اختيارهن بعدم تحريم ارتداء الألوان بالنسبة إلى المرأة في القرآن والسنة، مستشهدات ببعض الصحابيات الجليلات اللواتي كن يرتدين مختلف الألوان.
وتلقى هذه المحلات إقبالا كبيرا من قبل شابات في العشرين من العمر، يفضلن الألوان الوردية والحمراء بدل البنية والسوداء. وفي هذا الصدد، تقول أحلام: “كانت تراودني فكرة ارتداء
الجلباب طلبا للحشمة، إلى أن عثرت على صفحة أحد المحلات وتواصلت معهم، فنصحوني بالتوجه إليهم لتجريب مختلف الموديلات المتوفرة لديهم، وبالفعل ذهبت مع صديقاتي إلى المحل وتحفزت كثيرا بعد أن جذبتني تلك الألوان الزاهية والفاتحة والتفصيلات الرائعة، فقررت بالفعل ارتداءه”.
وتقول أخرى: “ذهبت مع صديقاتي لتجريب
الجلباب بداعي الفضول فأبهرتنا العروض المتوفرة وقررنا ارتداءه جميعا طلبا للسترة ومواكبة للعصرنة”.