نظمت مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بمدينة فاس المغربية، بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء (المغرب)، ومركز تفسير للدراسات القرآنية (السعودية)، وكرسي
القرآن الكريم وعلومه (السعودية)، وسهم النور الوقفي (السعودية)، والراعي الإعلامي قناة مكة (السعودية)، ومعهد الدراسات المصطلحية (فاس)،
المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في
القرآن الكريم وعلومه في موضوع: (آفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات القرآنية) أيام 1-3/جمادى الآخرة/1434هـ-الموافق 11-13/أبريل/2013م بمدينة (فاس) العاصمة الثقافية للملكة المغربية. وقد حضره عدد من العلماء والباحثين والمتخصصين في الدرس القرآني، من مجموعة من الدول العربية والإسلامية.
ولئن كان
المؤتمر الافتتاحي الأول قد تصدى لتقديم تلك الحصيلة في التاريخ والواقع، فإن هذا
المؤتمر الثاني جاء ليستشرف المستقبل، ويرتاد الآفاق؛ تحقيقاً لقاعدة منهجية حضارية كبرى، تقول: "إن نهوض الأمة متوقف على الاستيعاب لما كان، وما هو كائن من أجل التأسيس لما ينبغي أن يكون".
من أجل ذلك -وبناء على ما نصت عليه توصيات
المؤتمر الأول- فقد رأت الجهات المنظمة لهذا المؤتمر، تنظيم هذا
المؤتمر العالمي الثاني في موضوع: (آفاق خدمة النص والمصطلح في الدراسات القرآنية)، انطلاقاً من أن البحث العلمي الذي به يكون البناء، ينبغي أن يضع في أول اهتماماته حل معضلتين كبيرتين: معضلة النص، ومعضلة المصطلح.
فأما معضلة النص: فتتمثل في الواقع الأليم لما تبقَّى من نصوص التراث الذي هو الذات. وهي معضلة تعددت وجوهها، فمن ذلك: وجه التعرف على وجود المخطوط، وأحوال وجوده، ومراكز وجوده، ووجه توثيق نسبته ومتنه، ووجه تكشيف محتوياته، ووجه طبعه وتوزيعه، ووجه استعصاء معظمه حتى الآن على تدخل الحاسوب؛ لتسهيل إخراجه والاستفادة منه. وبحل هذه المعضلة يُضبط الأساس الأول الذي يقوم عليه الدرس، ويتحقق به الاستيعاب.
وأما معضلة المصطلح: فتتمثل أساساً في الألفاظ الاصطلاحية، أو "مفاتيح العلوم" اللازم تحديدها لفهم النصوص. وهي معضلة تعددت وجوهها أيضاً، فمن ذلك وجه تفرق المعرَّف من ألفاظ
القرآن الكريم ومصطلحات علومه، ومنها وجه تدقيق تعريف ما هو معرَّف منها، ومنها وجه تعريف ما ليس بمعرَّف، ومنها وجه اضطراب المنهج في دراسة تلك الألفاظ والمصطلحات...وبحل هذه المعضلة يُضبط الأساس الثاني، الذي يتحقق به الفهم السليم الذي عليه ينبني التقويم السليم...فالإقلاع السليم.
فإذا كان
المؤتمر الأول قد حاول تتبع الجهود السابقة التي بُذلت في خدمة
القرآن الكريم وعلومه، فإن هذا
المؤتمر قد لامس آفاق هذه الخدمة في جانبين كبيرين أساسيين، هما: النص والمصطلح. ولا شك أن النص والمصطلح معضلتان أساسيتان من معضلات الدراسة، إذ إنهما مع المنهج قِوام العلم والمعرفة، فباستقامتهما تستقيم الدراسة، وباستوائهما يستوي موضوع العلم.
أهداف المؤتمر
وضع منظمو
المؤتمر أهدافاً ثلاثة لهذا المؤتمر، جاءت وفق التالي:
1- محاولة وضع ضوابط لخدمة
القرآن الكريم وعلومه، خصوصاً في النص والمصطلح.
2- عرض التجارب والخبرات والمشاريع في تلك الخدمة.
3- إتاحة الفرصة
للباحثين في مجال الدرس القرآني؛ كي يتعارفوا، ويتفاهموا، ويتكاملوا.
محاور المؤتمر
طرح
المؤتمر أمام الباحثين في
القرآن وعلومه ستة محاور، تنتظم أبحاثه، هذه المحاور:
المحور الأول: آفاق خدمة المخطوطات في الدراسات القرآنية.
المحور الثاني: آفاق خدمة المطبوعات في الدراسات القرآنية.
المحور الثالث: آفاق خدمة الشبكة والحوسبة للقرآن
الكريم وعلومه.
المحور الرابع: آفاق خدمة مصطلح
القرآن الكريم وعلومه.
المحور الخامس: رؤى في خدمة النص والمصطلح في
القرآن الكريم وعلومه.
المحور السادس: مشاريع خادمة للنص والمصطلح في
القرآن الكريم وعلومه.
الأبحاث المقدمة للمؤتمر
عالجت أبحاث
المؤتمر مجموعة من الموضوعات تغطي محاوره الستة، فتطرق بعضها إلى آفاق خدمة المخطوط فهرسة، وتصويراً، وتوثيقاً، وتحقيقاً، وتطرق بعضها إلى آفاق المطبوع طبعاً، ونشراً، وتوزيعاً، وجمعاً، وتوثيقاً، وتصنيفاً، وإلى المرقوم على الشبكة تطويعاً، وتطويراً، وارتقاء، واستباقاً، كما تطرقت أبحاث أخرى إلى آفاق الدراسة المصطلحية في علوم
القرآن إحصاء وتصنيفاً، مفهوماً ومنهجاً، فهرسة وتكشيفاً، كما اقترحت مشاريع في مجال الوقف، والمعجم، والتصنيف الرقمي.
وقد جاءت عناوين الأبحاث المقدمة للمؤتمر وأسماء مُقدِّميها على النحو التالي:
- أفق خدمة الفهرسة والتصوير للمخطوطات في الدراسات القرآنية: محمود أحمد مصري/جامعة السلطان محمد الفاتح-استانبول-تركيا.
- أفق خدمة التوثيق والتحقيق للمخطوطات في الدراسات القرآنية: فيصل عبد السلام الحفيان/مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة-المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-القاهرة-مصر.
- أفق خدمة التوثيق والتحقيق للمخطوطات في الدراسات القرآنية: كتب القراءات القرآنية نموذجاً: محمد حسان الطيان/رئيس مقررات اللغة العربية في الجامعة العربية المفتوحة-الكويت.
- تحقيق نصوص الدراسات القرآنية في الجامعات السعودية الواقع واستشراف المستقبل: محمد بن سريع السريع/رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن
الكريم وعلومه (تبيان) الرياض-السعودية.
- أفق خدمة الجمع والتوثيق للنقول في الدراسات القرآنية: كتب التفسير نموذجاً: أحمد العمراني/أستاذ التفسير والفقه المقارن بجامعة شعيب الدكالي-الجديدة- المغرب.
- أفق خدمة التكشيف للمطبوعات في الدراسات القرآنية: كمال عرفات نبهان/أستاذ علم المعلومات وعميد المكتبات الجامعية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا-مصر.
- أفق خدمة النشر والتوزيع للمطبوعات في الدراسات القرآنية: محمد عدنان سالم/المدير العام لدار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع-دمشق-سوريا.
- محرك متطور للبحث في النص القرآني: يحيى هلال/أستاذ بكلية علوم الإعلام- الرباط-المغرب.
- خدمة الشبكة والحوسبة لنص
القرآن الكريم وعلومه: واقع وآفاق: عبد الرحمن أبو موسى/رئيس شعبة تقنية المعلومات بالشبكة الإسلامية (إسلام ويب)- قطر.
- آفاق خدمة الشبكة للدراسات القرآنية: عبد الرحمن بن معاضة الشهري/المدير العام لمركز تفسير للدراسات القرآنية والمشرف على كرسي
القرآن الكريم وعلومه-جامعة الملك سعود-الرياض-السعودية.
- أفق النقد في دراسة المصطلح القرآني: أحمد حسن فرحات/أستاذ التفسير وعلوم
القرآن في عدد من الجامعات العربية سابقاً.
- آفاق تطوير الدرس المصطلحي للقرآن
الكريم مفهوماً ومنهجاً: فريدة زمرد/أستاذة التفسير وعلوم
القرآن بمؤسسة دار الحديث الحسنية-الرباط-المغرب.
- أفق الإحصاء والتصنيف للمصطلح المعرَّف وغير المعرَّف في الدراسات القرآنية: محمد أزهري/عميد كلية اللغة العربية بجامعة القرويين-مراكش-المغرب.
- أثر حجم ورود المصطلح القرآني في الدلالة على منـزلته: عبد الرحمن بوكيلي/أستاذ بمركز تكوين الأساتذة-المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين-مكناس-المغرب.
- مآخذ المصطلحات القرآنية وأهميتها في تحديد مفاهيمه: كلثومة دخوش/أستاذة التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجهة الشرقية-المغرب.
- التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية للمصطلح القرآني: إدريس مولودي/أستاذ بمركز تكوين الأساتذة سابقاً، ورئيس المجلس العلمي المحلي حاليا بالرشيدية-المغرب.
- المصطلح القرآني وأثره في العلوم النفسية: عبد الله الطارقي/مدير الأبحاث والدراسات بمركز قراءات لبحوث ودراسات الشباب-مكة المكرمة-السعودية.
- إسهام الدراسات النصية العربية في خدمة النص القرآني مفاهيم وقراءات: عبد الرحمن بودرع/أستاذ اللسانيات بجامعة عبد المالك السعدي-تطوان-المغرب.
- نحو العلامة وتجديد التفسير النحوي للقرآن الكريم: عبد الله الدكير/أستاذ علوم اللغة بجامعة المولى إسماعيل -مكناس-المغرب.
- تعريف
القرآن للقرآن: مدخل أساس لخدمة علوم القرآن: فاطمة بوسلامة/أستاذة علوم
القرآن بمؤسسة دار الحديث الحسنية-الرباط-المغرب.
- علوم
القرآن في ضوء علم النص قراءة في البِنية والمنهج: عدنان أجانة/أستاذ مكون في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم-المغرب.
- أضواء على الركائز الفنية في مشروع المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ
القرآن الكريم: محمد حسن جبل/أستاذ بكلية
القرآن الكريم-طنطا-جامعة الأزهر-مصر.
- نحو مشروع معجم للمصطلح الاستراتيجي في
القرآن الكريم: محمد بريش/خبير في الدراسات المستقبلية والإستراتيجية والتنمية- قطر.
- مشروع الجامع التاريخي لبيان
القرآن الكريم: مصطفى فوضيل/المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية-مبدع.
- مشروع سهم النور الوقفي العالمي: عدنان بوبكر العمري/مدير الإنتاج والتوزيع بمشروع سهم النور الوقفي العالمي- جدة-السعودية.
- قراءة إجرائية في مشروع تدبر
القرآن الكريم في مملكة البحرين: رقية طه العلواني/أستاذة الدراسات الإسلامية-كلية الآداب-جامعة البحرين.
توصيات المؤتمرأما توصيات هذا
المؤتمر فقد تمثلت في التالي:
- ضرورة متابعة توصيات
المؤتمر الأول والثاني بتشكيل لجنة خاصة للسهر على تنفيذها.
- التعجيل بإنجاز فهرس شامل لجميع مخطوطات
القرآن الكريم وعلومه في كل مكتبات العالم.
- تصوير هذه المخطوطات وإيداعها بمركز جامع؛ تيسيراً للانتفاع بها من قبل الباحثين.
- ضرورة التعاون على إنجاز المعجم المفهومي لمصطلحات
القرآن الكريم والجوامع المساعدة له، كالجامع التاريخي لشروح الألفاظ القرآنية لدى المفسرين، والجامع التاريخي لشروح الألفاظ القرآنية لدى اللغويين، ونحوهما.
- تنظيم مؤتمر خاص يتصدى لدفع الشبهات ورد المطاعن عن
القرآن الكريم.
- التواصل مع المستشرقين المنصفين للإفادة من جهودهم وأنظارهم.
- الدعوة إلى إنشاء كرسي بحثي للدراسات المصطلحية في مختلف الكليات والجامعات.
- توسيع دائرة نشر الدراسات والبحوث المنجزة في الدراسات القرآنية على أوسع نطاق عبر مختلف الوسائل الورقية والإلكترونية.
- دعوة المؤسسات والهيئات العلمية المهتمة بالقرآن
الكريم إلى صياغة مشاريع بحثية لطلاب الماجستير والدكتوراه.
- الإكثار من الدورات التدريبية المساعِدة على فهم مفاهيم
القرآن الكريم وعلومه.
- دعم المشاريع البحثية المتعلقة بالقرآن
الكريم وعلومه لدى المؤسسات والأفراد، وبذل الجهد لتحقيق التكامل بينها.
- توسيع دائرة الأنشطة العلمية الموازية للمؤتمر، من محاضرات وحلقات علمية وغيرها، داخل قاعة المؤتمرات وخارجها، والإعداد لها بشكل جيد.
- دعوة جميع الباحثين والمهتمين للتعاون مع مؤسسة (مبدع) على إنجاز الجامع التاريخي لبيان
القرآن الكريم.