(الحذف) في اللغة: الإسقاط، ومنه: حذفت الشعر: إذا أخذت منه. واصطلاحاً: إسقاط جزء الكلام، أو كله لدليل. والحذف خلاف الأصل؛ ويتعلق به أمران: أحدهما: أنه إذا دار الأمر بين الحذف وعدمه، كان الحمل على عدمه أولى؛ لأن الأصل عدم الحذف. الثاني: أنه إذا دار الحذف بين قلة المحذوف وكثرته، كان الحمل على قلته أولى.
و(المفعول) من باب المنصوبات، وهو أقسام: فثمة
المفعول به -وهو المراد عند الإطلاق- والمفعول المطلق، والمفعول لأجله، والمفعول معه. والحديث هنا عن أشهر هذه المفعولات، وهو
المفعول به.
و(المفعول به) اسم دل على شيء وقع عليه فعل الفاعل، إثباتاً أو نفياً، فالأول نحو: بريت القلم، والثاني، نحو: ما بريت القلم. وقد يتعدد
المفعول به في الكلام، إن كان الفعل متعديًّا إلى أكثر من مفعول به واحد، نحو: أعطيتُ الفقير درهماً، ظننتُ الأمر واقعاً، أعلمتُ سعيداً الأمر جليًّا.
الغرض من الحذف
قال أهل العلم: "إنما يحسن الحذف ما لم يُشكل به المعنى؛ لقوة الدلالة عليه، أو يُقصد به تعديد أشياء، فيكون في تعدادها طول وسآمة، فيُحذف، ويكتفى بدلالة الحال عليه، وتترك النفس تجول في الأشياء المكتفى بالحال عن ذكرها على الحال"؛ غير أن الحذف لا يُقصد لذاته، وإنما يراد لغرض ما:
* فقد يكون الحذف بغرض التفخيم، والتعظيم؛ لما فيه من الإبهام، لذهاب الذهن فيه كل مذهب، وتشوفه إلى ما هو المراد، فيرجع قاصراً عن إدراكه، عند ذلك يعظم شأنه، ويعلو في النفس مكانه، ألا ترى أن المحذوف إذا ظهر في اللفظ زال ما كان يختلج في الوهم من المراد، وخَلَص للمذكور، ويمكن التمثيل لهذا بقوله تعالى: {وقل اعملوا} (التوبة:105)، فحذف المفعول؛ تفخيماً وتعظيماً لعمل كل ما فيه خير، وتشوفاً للذهن إلى أن باب العمل مشرع لكل ما يعود على العبد من الخير في الدنيا والفلاح في الآخرة.
* وقد يكون الحذف طلباً للإيجاز والاختصار، وتحصيل المعنى الكثير في اللفظ القليل؛ وذلك نحو قوله سبحانه: {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا} (السجدة:14)، حذف مفعول الفعل {فذوقوا}، وتقدير الكلام: {فذوقوا} العذاب {بما نسيتم لقاء يومكم هذا}. ومن هذا القبيل قوله تبارك وتعالى: {على أن تأجرني ثماني حجج} (القصص:27)، أي: {تأجرني} نفسك. والحذف لهذا الغرض كثير في القرآن.
* وقد يكون الحذف بغرض الاحتقار، كقوله سبحانه: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} (المجادلة:21)، التقدير: {لأغلبن} الكفار {أنا ورسلي}، فحذف المفعول؛ احتقاراً لشأن الكفار.
* وقد يكون الحذف بغرض التعميم، كقوله سبحانه: {وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} (يونس:101)، أي: {لا يؤمنون} بكل ما جاءهم من الحق.
* وقد يكون الحذف مراعاة لرؤوس الآيات، كقوله تعالى: {ما ودعك ربك وما قلى} (الضحى:3)، فحذف الضمير المنصوب (الكاف) مراعاة لفواصل الآيات؛ والأصل (وما قلاك). ونظيره قوله سبحانه: {وأضل فرعون قومه وما هدى} (طه:79)، حذف مفعول الفعل، فلم يقل: وما هداهم؛ مراعاة لفواصل الآيات. وهذا كثير في
القرآن الكريم.
* وقد يكون الحذف بقصد البيان بعد الإبهام، كما في مفعول المشيئة والإرادة، فإنهم لا يكادون يذكرونه، كقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم} (البقرة:20)، وقوله سبحانه: {فلو شاء لهداكم أجمعين} (الأنعام:149)، وقوله عز وجل: {فإن يشأ الله يختم على قلبك} (الشورى:24)، وقوله عز من قائل: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها} (السجدة:13)، فالتقدير في كل ما تقدم: لو شاء الله أن يفعل ذلك لفعل.
قال الزركشي: "والحكمة في كثرة حذف مفعول المشيئة المستلزمة لمضمون الجواب لا يمكن أن تكون إلا مثيلة الجواب؛ ولذلك كانت الإرادة كالمشيئة في جواز اطراد حذف مفعولها. وينبغي أن يُتمهل في تقدير مفعول المشيئة؛ فإنه يختلف المعنى بحسب التقدير".
أدلة الحذف
تقدم أن (الحذف) لا بد أن يكون لدليل، والدليل إما أن يكون دليلا عقليًّا، نحو قوله تعالى: {واسأل القرية} (يوسف:82)، فـ (القرية) ليست أهلاً للسؤال، وإنما المراد سؤال أهل القرية. وقد يكون الدليل عادة شرعية، نحو قوله سبحانه: {إنما حرم عليكم الميتة} (البقرة:173)، فإن (الذات) لا تتصف بالحل ولا بالحرمة شرعاً، إنما هي من صفات الأفعال الواقعة على الذوات، فعُلِمَ أن المحذوف التناول (الأكل)؛ ولكنه لما حُذف، وأقيمت الميتة مقامه أسند إليها الفعل. وقد يكون الدليل عادة طبيعية، نحو قوله عز وجل: {قالوا لو نعلم قتالا} (آل عمران:167)، أي: مكان قتال.
* وقد يكون دليل الحذف تقدُّمَ مثل المحذوف لفظاً، نحو قوله تعالى: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت} (الرعد:39)، حذف مفعول الفعل {ويثبت}، أي: {ويثبت} ما يشاء. ومثله قوله عز وجل: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل} (الحديد:10)، أي: ومَن أنفق من بعده وقاتل؛ بدليل ما بعده. ونظيره أيضاً قوله تبارك وتعالى: {فهل وجدتم ما وعد ربكم} (الأعراف:44)، أي: وعدكم ربكم، فحذف؛ لدلالة قوله قبله: {وعدنا ربنا}.
شرط الحذف
الشرط الرئيس في (الحذف) أن يكون في المذكور دلالة على المحذوف، إما من لفظه، أو من سياقه، وإلا لم يُتمكن من معرفته، فيصير اللفظ مخلاً بالفهم؛ ولئلا يصير الكلام لغزاً فيُهَجَّن في الفصاحة، وهو معنى قولهم: لا بد أن يكون فيما أُبْقِيَ دليل على ما أُلْقيَ.
نوعا حذف
المفعول في
القرآن الكريم
حذف (المفعول) في
القرآن الكريم -وكذلك في كلام العرب- يأتي على نوعين:
الأول: أن يكون حذف
المفعول مقصوداً، فيُنوى لدليل يدل عليه، ويقدر في كل موضع ما يليق به، والأمثلة على هذا النوع من الحذف كثيرة، نذكر منها:
- قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (المائدة:67)، فقد حُذف مفعول الفعل {تفعل}، والتقدير: وإن لم تفعل ذلك، وهو تبليغ ما أُنزل إليك. وهذا حذف شائع في كلام العرب، فيقولون: فإن فعلت، أو: فإن لم تفعل. ومن هذا القبيل قوله سبحانه: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} (يونس:106)، أي: إن دعوت ما لا ينفعك، يحذفون مفعول (فعلت)، و(لم تفعل)؛ لدلالة ما تقدم عليه. قال ابن عاشور: "وهذا مما جرى مَجرى المثل، فلا يُتصرف فيه إلا قليلاً، ولم يتعرض له أئمة الاستعمال".
- قوله سبحانه: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} (آل عمران:188)، فقد حذف
المفعول الثاني لفعل {تحسبن} الأول؛ لدلالة ما يدل عليه، وهو
المفعول الثاني لقوله: {فلا تحسبنهم بمفازة}، والغرض من هذا الحذف تشويق السامع إلى سماع المنهي عن حسبانه.
- قوله عز وجل: {لتحكم بين الناس بما أراك الله} (النساء:105)، (الرؤية) البصرية تنصب مفعولاً واحداً، فإذ أدخلت عليها همزة التعدية نصبت مفعولين كما هنا، وقد حُذف
المفعول الثاني؛ لأنه ضمير الموصول (الكاف)، فأغنى عنه الموصول، والتقدير: بما أراكه الله. قال ابن عاشور: "وهو حذف كثير".
- قوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها} (الأعراف:179)، تضمنت هذه الآية ثلاثة أفعال، حُذف لكل فعل مفعوله، وتقدير الكلام: {لا يفقهون} الحق ودلائله، و{لا يبصرون} ما خلق الله تعالى إبصار اعتبار، و{لا يسمعون} الآيات والمواعظ سماع تأمل وتفكر، والمراد أنهم لم يُصرفوا ما خُلِقَ لهم لما خُلِقَ له، فكأنهم خُلِقُوا كذلك.
- قوله عز وجل: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان} (القصص:23)، حذف مفعول الفعلين: {يسقون}، و{تذودان}، ذكر السكاكي أن حذف المفاعيل هنا لمجرد الاختصار، والمراد {يسقون} مواشيهم، و{تذودان} غنمهما، وكذا سائر الأفعال المذكورة في هذه الآية.
- قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} (البقرة:197)، حذف مفعول {وتزودوا}، والتقدير: {وتزودوا} التقوى، أو من التقوى، ولما حذف المفعول، أتى بخبر (إن) ظاهراً؛ ليدل على أن المحذوف هو هذا الظاهر، ولو لم يحذف المفعول، لأتي بخبرها مضمراً عائداً على المفعول، أو كان يأتي ظاهراً؛ تفخيماً لذكر التقوى، وتعظيماً لشأنها.
- قوله سبحانه: {فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} (آل عمران:143)، (الرؤية) هنا بمعنى (العلم)، و(عَلِمَ) من الأفعال التي تحتاج إلى مفعولين، والمفعول الأول في الآية هنا الضمير العائد على الموت، والمفعول الثاني المحذوف هو (حاضر)، وتقدير الكلام: فقد علمتم الموت حاضراً، وحُذِف
المفعول الثاني؛ لدلالة المعنى عليه. وحَذْفُ أحد مفعولي (ظن) وأخواتها عزيز جداً، كما أن حذف خبر كان كذلك.
- قوله سبحانه: {وقالوا سمعنا وأطعنا} (البقرة:285)، أي: {سمعنا} قوله، {وأطعنا} أمره، إلا أنه حذف المفعول؛ لأن في الكلام دليلاً عليه من حيث مُدحوا به.
- قوله تبارك وتعالى: {فضربنا على آذانهم} (الكهف:11)، قال المفسرون: معناه أنمناهم، والتقدير: ضربنا عليهم حجاباً، إلا أنه حذف
المفعول الذي هو الحجاب، كما يقال: بنى على امرأته يريدون بنى عليها القبة.
- قوله سبحانه: {لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع} (الشورى:7)، فقوله تعالى: {وتنذر يوم الجمع} معطوف على قوله: {لتنذر أم القرى}، أي: لا بد أن تنذر أم القرى، وأن تنذر يوم الجمع، فحذف في الفعل الأول
المفعول الثاني، والتقدير: لتنذر أهل مكة ومن حولها عذاباً شديداً إن لم يؤمنوا، وحذف في الفعل الثاني
المفعول الأول، والتقدير: وتنذر الناس يوم الجمع -وهو يوم القيامة- أي: تخوفهم مما فيه من الأهوال، والأوجال؛ ليستعدوا لذلك في دار الدنيا، فكان ما أثبت في كل منهما، دليلاً على ما حذف في الثاني.
- قوله سبحانه: {فعال لما يريد} (هود:107)، حذف مفعول الفعل تخفيفاً، والتقدير: فعال لما يريده. ونحو هذا قوله عز من قائل: {فغشاها ما غشى} (النجم:54)، أي: غشاها إياه.
ثم إن هناك أفعالاً كثر حذف مفاعيلها، من ذلك الفعل (صبر)، كقوله تعالى: {فاصبروا أو لا تصبروا} (الطور:16)، التقدير: صبروا أنفسكم، قال الزمخشري: "قولهم: صبر عن كذا؛ لأنه محذوف منه المفعول، وهو النفس".
ومنها مفعول (رأى) كقوله سبحانه: {أعنده علم الغيب فهو يرى} (النجم:35)، فالفعل {يرى} يتعدى لمفعولين؛ لأن رؤية الغائب لا تكون إلا علماً، والتقدير: {فهو يرى} الغائب حاضراً.
ومنها مفعول (وعد)، وهو يتعدى إلى مفعولين، كقوله سبحانه: {وواعدناكم جانب الطور الأيمن} (طه:80)، فـ {جانب} مفعول ثان، والأول محذوف، والتقدير: واعدناكم إتيان {جانب الطور}، أو: واعدناكم مكثاً فيه. ونظيره قوله سبحانه: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} (الأنفال:7)، فـ {إحدى الطائفتين} في موضع نصب على أنه مفعول ثان، والأول محذوف، والتقدير: {وإذ يعدكم الله} ثبات {إحدى الطائفتين}، أو: ملكها.
ومنها مفعول (اتخذ) تتعدى لمفعولين، نحو قوله سبحانه: {إن الذين اتخذوا العجل} (الأعراف:152)، حذف
المفعول الثاني، والتقدير: {إن الذين اتخذوا العجل} إلهاً. ونظيره قوله عز وجل: {ثم اتخذوا العجل} (النساء:153)، وقوله سبحانه: {ثم اتخذتم العجل} (البقرة:92).
النوع الثاني: ألا يكون حذف
المفعول مقصوداً أصلاً، ويُنـزَّل الفعل المتعدي منـزلة الفعل اللازم، وذلك عند إرادة وقوع الفعل نفسِه فحسب، وجعل المحذوف نسياً منسيًّا، فلا يُذكر المفعول، ولا يُقدَّر، غير أنه لازم الثبوت عقلاً لموضوع كل فعل متعدٍّ؛ لأن الفعل لا يُدرى تعيينه. ومن أمثلة هذا النوع ما يلي:
- قوله تعالى: {الذي خلق فسوى} (الأعلى:2)، حُذِف مفعول {خلق} وقد قدره جمهور المفسرين (كوناً عامًا)، وهو شأن حذف
المفعول إذا لم يدل عليه دليل، أي: خلق كل مخلوق، فيكون كقوله تعالى حكاية عن قول موسى: {ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} (طه:50). ومن هذا القبيل قوله عز وجل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} (العلق:1)، فحذف مفعول الفعل {خلق}؛ لإرادة العموم، أي: خلق كل المخلوقات، والتقدير: الذي خلق الإنسان؛ بدليل ما جاء بعده من قوله: {خلق الإنسان} (العلق:2).
- قوله تعالى: {وكلوا واشربوا} (البقرة:187)، لم يُرِد الأكل من معين، وإنما أراد وقوع هذين الفعلين مطلقاً.
- قوله سبحانه: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر:9)، لم يُرِد علم شيء محدد، وإنما أراد مطلق هذا الفعل. ويسمى
المفعول حينئذ مماتاً. نظيره قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} (البقرة:24).
- قوله عز وجل: {ربي الذي يحيي ويميت} (البقرة:258)، المراد أنه سبحانه له الإحياء والإماتة.
- قوله تبارك وتعالى: {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر} (مريم:42)، المراد أن إلههم ليس له سمع ولا بصر.
- ومن هذا الباب أيضاً قوله سبحانه: {فأما من أعطى واتقى } (الليل:5)، وقوله سبحانه: {وأنه هو أغنى وأقنى } (النجم:48)، وقوله عز وجل: {وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا } (النجم:43-44).
أخيراً: يجدر الإشارة هنا إلى ما ذكره ابن هشام في هذا الصدد، قال: "جرت عادة النحويين أن يقولوا بحذف
المفعول اختصاراً واقتصاراً؛ ويريدون بالاختصار الحذف لدليل، ويريدون بالاقتصار الحذف لغير دليل، ويمثلونه بنحو {كلوا} {واشربوا}، أي: أوقعوا هذين الفعلين، والتحقيق أن يقال: تارة يتعلق الغرض بالإعلام بمجرد وقوع الفعل من غير تعيين مَن أوقعه، ومن أُوقع عليه، فيُجاء بمصدره مُسْنَداً إلى فعل (كون عام)، فيقال: حصل حريق أو نهب. وتارة يتعلق بالإعلام بمجرد إيقاع الفعل للفاعل، فيُقتصر عليهما، ولا يُذكر المفعول، ولا يُنوى؛ إذ المنوي كالثابت، ولا يسمى محذوفاً؛ لأن الفعل ينـزل لهذا القصد منـزلة ما لا مفعول له". {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} (الأحزاب:4).