:
:
عَزيزٌ لِقاها لا يَنالُ وِصالَها ** سِوى مَن يَرى مَعنىً بِغَيرِ هَوِيَّةِ
كَلِفت بِها حَتّى فَنِيتُ بِحُبِّها ** فَلَو أَقسَمَت أَنّيَ إِيّاها لَبَرَّتِ
وَغالَطتُ فيها الناسَ بِالوَهمِ بَعدَما ** تَبَيَّنتها حَقّاً بِداخِلِ بُردَتي
وَغَطَّيتُها عَنّي بِثَوبِ عَوالِمي ** وَعَن حاسِدي فيها لِشِدَّةِ غيرَتي
بَديعَة حُسنٍ لو بَدا نورُ وَجهِها ** إِلى أَكمَهٍ أَضحى يَرى كُلَّ ذَرَّةِ
تحلّت بأنواع الجمال بأسرها ** فهام بها أهل الهوى حيثُ حلّت
وَحَلَّت عُرى صَبري عَلَيها صَبابَة ** فَأَصبَحتُ لا أَرضى بِصَفوَةِ عُروَةِ
وَمَن ذا مِنَ العُشّاقِ يَبلُغُ في الهَوى ** مَرامِيَ فيها أَو يُحاوِلُ رُتبَتي
وَبي مِن هَواها ما لَو أُلقيَ في لَظى ** لَذابَت لَظى مِنهُ بِأَضعَفِ زَفرَتي
وَبِالبَحرِ لَو يُلقى لَأَصبَحَ يابِساً ** وَبِالشَمِّ دَكَّت وَالسَحاب لَجَفَّتِ
ذَهَلت بِها عَيني فَلَم أَرَ غَيرَها ** وَهِمتُ بِها وَجداً بِأَوَّلِ نَظرَةِ
وَلَمّا أَزَل مُستَطلِعاً شَمسَ وَجهِها ** إِلى أَن تَراءَت مِن مَطالِعِ صورَتي
فَغابَ جَميعي في لَطافَةِ حُسنِها ** لأَن كُنتُ مَشغوفاً بِها قَبلَ نَشأَتي
فَدَع عاذِلي فيها المَلامَ فَإِنَّما ** عَذابي بِها عَذبٌ وَناري جَنَّتي
وَإِن شِئتَ لُم فيها فَلَستُ بِسامِعٍ ** دُهيتُ فَلَم يَكُن إِلَيكَ تَلفُّتي
:
: