: : ابو نواس : مَن لَم يَذُق حُبّاً فَإِنّي امرُؤ ** عِندي مِنَ الحُبِّ تَجاريبُ عَلامَةُ العاشِقِ في وَجهِهِ ** هَذا أَسيرُ الحُبِّ مَكتوبُ وَلِلهَوى فِيَّ صَيودٌ عَلى ** مَدرَجَةِ العُشّاقِ مَنصوبُ حَتّى إِذا مَرَّ مُحِبٌّ بِهِ ** وَالحَينُ لِلإِنسانِ مَجلوبُ قالَ لَهُ وَالعَينُ طَمّاحَةٌ ** يَلهو بِهِ وَالصَبرُ مَغلوبُ لَيسَ لَهُ عَيبٌ سِوى طيبِهِ ** وَبِأَبي مَن عَيبُهُ الطيبُ : : : : أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي ** ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى ** وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي أَفشَيتُ سِرّي وَتَناسيتَني ** ما هاكَذا الإِنصافُ يا حِبّي : : : : فَدَيتُ مَن تَمَّ فيهِ الظُرفُ وَالأَدَبُ ** وَمَن يَتيهُ إِذا ما مَسَّهُ الطَرَبُ ما طارَ طَرفي إِلى تَحصيلِ صورَتِهِ ** إِلّا تَداخَلَني مِن حُسنِها عَلَبُ وَرِدفُهُ في قَضيبٍ فَوقَهُ قَمَرٌ ** مِن نورِ خَدَّيهِ ماءُ الحُسنِ يَنسَكِبُ نَفسي فِداأُكَ يا مَن لا أَبوحُ بِهِ ** عَلِقتَ مِنّي بِحَبلٍ لَيسَ يَنقَضِبُ : : : : تَمَنّاهُ طَيفي في الكَرى فَتَعَتَّبا ** وَقَبَّلتُ يَوماً ظِلَّهُ فَتَغَيَّبا وَقالوا لَهُ إِنّي مَرَرتُ بِبابِهِ ** لِأَسرِقَ مِنهُ نَظرَةً فَتَحَجَّبا وَلَو مَرَّ نَفحُ الريحِ مِن خَلفِ أُذنِهِ ** بِذِكرى لِسَبِّ الريحَ ثُمَّ تَغَضَّبا وَما زادَهُ عِندي قَبيحُ فِعالِهِ ** وَلا السَبُّ وَالإِعراضُ إِلّا تَحَبُّبا : : |