: : عيسى بن حسن : لنا حاجبٌ عن كلِّ سهمٍ يردُّه ** وليس لسهمِ الحبِّ واللّهِ حاجبُ سقيمةُ أجْفانٍ وكَشْحٍ ومَوْعِدٍ ** أرى السقمَ تبْرِي وهْي فيه تُغالبُ أُغالِبُ أسْقامِي وأسقامَها لها ** ومن غالَب الأسقامَ فالسقْمُ غالبُ إذا برزَتْ فالناسُ فيها ثلاثةٌ ** طعينٌ ومضْروبٌ وسَاهٍ يُراقبُ ولم يُرَ عَسَّالٌ سوى قَدِّ بَانَةٍ ** وليس لها إلاَّ الجفونُ قواضِبُ وإن أسفرتْ ليلاً جلَى الليلَ وجْهُها ** وخَرَّت له خَوْفَ الكُسوفِ الكواكب وإن طلعتْ يوماً فاللشَّمسِ ضَرَّةٌ ** عليها من الجَعْدِ الأًثِيثِ غياهِبُ ومِن عَجَبٍ للشمس والبدْرِ مَغْرِبٌ ** وليلَى لها كلُّ القلوبِ مَغاربُ إذا ما النَّوَى زَمَّتْ رِكابَ أحبَّتي ** فللشوقِ في قلبي تجُول رَكائبُ ولُبِّيَ مَسْلوبٌ وجسمِيَ واهِنٌ ** ودمعيَ مسكوبٌ وقلبيَ وَاجِبُ وما العيشُ إلاَّ والحبِيبُ مُواصِلٌ ** وما الحتْفُ إلاَّ أن تصُدَّ الحَبائبُ لك اللّهُ من قلبٍ أصابَك سَهْمُها ** ومن كبدٍ فيها الظِّباءُ لَواعِبُ ومن جسدٍ قد أسْقمتْه يدُ الهوى ** ومَعْ سُقْمِه للحبِّ فيه مَلاعبُ عليه لأنواعِ الخُطوب تَناوُبٌ ** فإن فاتَه خَطْبٌ عَرَتْه نَوائبُ تعوَّدْتُها كالإلْفِ حتى لَوَ انني ** تفقَّدتُها حلَّتْ لديَّ مصائبُ طويتُ على شكوَى الزمانِ ضمائرِي ** وأغضيتُ عنه باسماً وهْو قاطبُ ولو أنني يوماً نبذْتُ أقلَّها ** لضاقتْ بها ذَرْعاً عليَّ المَعائبُ وإنِّي على مُرِّ الزمان لصابرٌ ** وإن ساءني دهرٌ فما أنا عاتبُ ولَلصَّبرُ أحلَى من شماتةِ حاسدٍ ** وقولِ خليلٍ مَلَّ شكواكَ صاحبُ : : |